EN | AR
تابعنا
التقويم
القائمة البريدية
انضموا إلى مجموعتنا البريدية لتحصلوا على آخر أخبارنا

بشارة عيسى

بِشَارَةُ عِيسَى

في كل عام تَسْتَبْشر الإنسانية وتفرح حين تَتذكر ولادةَ أَحَدِ أسيادِها العظماءِ هو: عيسى عليه السلام؛ يشترك في ذلك المسلمون و"المسيحيون". أما في شهر ربيع الأول مِن كل سنة قمرية فيفْرح مليار ونصف المليار من المسلمين متسائلين: لماذا ينفردون وَحْدَهم بالفَرَح هذه المرة؟! في ذكرى ولادةِ عظيمٍ آخرَ مِن أسيادِ البشرية كلِّها، لم ينحصر أثرُه في أُمَّة دون أُمة.

وهذا المقال دَعوةٌ للحوار المنضبط بموضوعية وتجرّد للحقيقة الفكرية، بعيداً عن السبّ والهجوم على الأشخاص. الحوار الذي يتعرّف فيه كل واحد إلى الآخر "فالإنسان عدوُّ ما يَجهل" قال الله تعالى: ﴿ولا تُجادِلوا أهلَ الكتابِ إلا بالتي هي أَحسَنُ إلا الذين ظَلَموا منهم﴾ [العنكبوت:46].

وإذا كان كل مسلم يعرف عن عظمة المسيح عيسى عليه السلام الكثير؛ عن ولادتِه المعجزة وأحداثِ حياته، لأنه يَجِدُ ذلك في القرآن الكريم: في سورة مَرْيَم والمائدة وغيرهما، وفي أقوال نبيه r، فلماذا لا يَبْذل مُحِبُّو المسيحِ شيئاً -ولو قليلاً- من أوقاتهم للتعرف إلى حياة محمد rوملامح شخصيته؟! سيجد القارئ في هذا المقال شيئاً من ذلك ولكن من "الكتاب المقدس" عند النصارى لا من كتب المسلمين. وهو ما يُعتبَر مطابَقة واقعية لكون محمد هو بِشارة أخيه عيسى؛ لقول رَسُولِ اللَّهِ محمد r: "إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ...؛ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبشَارَةُ عيسَى بِي...". رواه أحمد.

جدول البشارة بصفات النبي محمد rفي العهدين القديم والجديد

الصِّفَة

البشارة في التوراة والإنجيل

1.

العاقبُ الخاتم (لا نبيَّ بعدَه)، الذي في كتفه علامة خاتم النبوة

(هذا الله الأب قد خَتَمه) إنجيل يوحنا: 6/27 (وتكون الرياسة على كتفه... أباً أبديًّا) سِفر إشعياء: 9/6

2.

اسمه عجيب: غريب نادر لم يُسَمَّ به قبله أحد(إلا4)، ومحمد وأحمد من الحَمْد: أي المَدْح، والإنسان يَمْدح ما يُعجبه

(ويُدعى اسمُه عجيباً) سِفر إشعياء: 9/6 (له اسم مكتوب، ما من أحد يعرفه إلا هو) رؤيا يوحنا:19/12 فاسمه مكتوب في التوراة والإنجيل لم يُسَمَّ به غيره

3.

البشريُّ ابنُ الإنسان (فعيسى عند المسيحيين: ابن الرب)

(يعطيكم ابنُ الإنسان) إنجيل يوحنا: 6/27

4.

مِن نَسل إسماعيل أخي إسحاق

(مِن وسط إخوتهم مثلك) سِفْر التثنية: 18/18 انظر الجدول الثاني

5.

رئيس دولة المدينة التي نشرت السلام رحمة مُهْداة للعالَمين

(أباً أبديًّا، رئيس السلام) سِفر إشعياء: 9/6

6.

المبلِّغُ لوحي الله الذاكرُ لاسمه دائماً: بسم الله الرحمن الرحيم

(وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به) سِفْر التثنية: 18/18

7.

النبيُّ الأمِّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، الذي قال له المَلَك في غارِ حِراء: اقرأ. فأجابه: ما أنا بقارئ

(يُدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويُقال...اقرأ... فيقول لا أعرف الكتابة) سِفر إشعياء: 29/12 وفي ط/التفسير التطبيقي: (يُجيب: لا أستطيع القراءة)

8.

النبيُّ المتنبِّئُ بأخبار المستقبل

(وخَبَّركم بأمور آتية) إنجيل يوحنا: 16/13 في ط/ دار المشرق: (بما سيحدث)

9.

المُحِبّ لعيسى الممجِّد له فهو أخوه في النبوة والرسالة

(ذاك يمجدني) إنجيل يوحنا: 16/14

10.

الرحمةُ للعالمين سبب الفَرَج والسلام، يَعرف ذلك من درس الإسلام وآثار تطبيقه، وعَرف أوضاع العالم يوم بعثة محمد

(تأتي أوقات الفَرَج مِن وجه الرب، ويُرْسَلَ يسوعُ المسيحُ) أعمال الرسل: 3/20 في ط/دار المشرق ذِكْر كلمة المسيح وهي وصف لا اسم عَلَم شخصي

11.

المبشَّرُ به على لسان الأنبياء، ومنهم عيسى القائل ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف:6]

(ويُرْسَلَ يسوعُ المسيحُ المبشَّر به مِن قَبْل) في الأصل اليوناني: الفارقليط. أعمال الرسل: 3/20 ارجع إلى سياق القصة لتعرف أن المبَشَّر به هنا أحد بعد عيسى

12.

الصادق الأمين، تحْمرّ عيناه إذا خَطب، يمارس القضاء بالعدل، ويقاتل بالعدل، قاتلتْ معه الملائكة في بدْر

(وإذا فَرَسٌ يُدْعى فارِسُه الأمين الصادق، وبالعدل يَقْضي ويُحارِب، عيناه كَلَهبِ النار... تتْبِعُه على خيل بيض جيوش السماء) رؤيا يوحنا:19/11-15













ولَعلَّك تَعْجب إذا وجدتها متطابقة أيضاً مع قول النبي محمد r: "إنّ لي أسماءً؛ أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر...، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي". وقد سماه الله رؤوفاً رحيماً. رواه مسلم والترمذي. رغم أنه لم يكن في عصر النبي محمد (القرن السادس) أي نسخة عربية من "الكتاب المقدس"، فضلاً عن أنه كان أُمِّيّاً، نادرَ الالتقاء بأهل الكتاب.

ولعل أهم الألفاظ السابقة المبشِّرة ببعثة ورسالة محمد r كلمة "مِثْلَك" التي تُشَبِّه النبي المُنتَظر بموسى فيما ورد على أنه خطاب من الله لموسى عليه السلام: (سأُقيم لهم ]أي لبني إسرائيل[ نَبِيًّا مِن وَسط إخوتهم؛ مثْلَك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون الإنسانُ الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به بِاسمي؛ أنا أطالبه ]يُحاسَب ويُستأصل ويُباد[) التثنية: 18/19،18. وقريب منه في أعمال الرسل: 3/20-23.فمَن هو الأكثرُ شَبهاً بموسى؟ عيسى أم محمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام؟


جدول وجوه الشبه بين موسى ومحمد وعيسىعليهم جميعاً الصلاة والسلام

الصفة

موسى r عند المسلم والمسيحي

محمد r عند المسلم أو التاريخ

عيسى r عند المسيحي أو التاريخ

1.

الولادة

عادية من أب (عَمْرام) وأم (يُوكابَد)

عادية من أب (عبد الله) وأم (آمنة)

معجزة من أم (مريم) بلا أبٍ

2.

الطبيعة

بشرية

بشرية

لاهوتية + بشرية (باعتقاد النصارى)

3.

المقام

نَبِـيّ

نَبِـيّ

رَبّ (باعتقاد النصارى)

4.

الرسالة

شريعته من الله جديدة

شريعته من الله جديدة

شريعته من الله مكمّلة غير جديدة (متى: 5/17)

5.

عدد الأتباع

بالآلاف

بالآلاف

11 من الحواريين فقط

6.

النفوذ والسلطان

ذو سلطان (يُحاكِم)الخروج:32/26

ذو سلطان (حاكم دولة)

لم يكن ذا سلطان ونفوذ سياسي قانوني

7.

استخدام القوة

قاتل أعداءه

قاتل أعداءه

لم يقاتل أعداءه

8.

قَبول قومه له

قَبِله قومه في النهاية

قَبِله قومه في النهاية

لم يقبله قومه في النهاية (يوحنا: 18/35-37)

9.

الوضع الأسري

تزوج وأنجب أولاداً

تزوج وأنجب أولاداً

لم يتزوج ولم ينجب أولاداً

10.

الوفاة

عادية

عادية

الصَّلْب من أجل خطايا البشر (باعتقاد النصارى)

11.

القبر

في الأرض

في الأرض

لا زال في السماء

12.

العودة للدنيا

لن يعود

لن يعود

سيعود (باعتقاد المسلمين والنصارى)










وأنت ترى أنه لم يُذكراسمُ سيدنا "عيسى" عليه السلام بل المذكور لَقَبُ"المسيا" المُترجَم بـ"المَسِيح" [وهو يُقال لِغير عيسى كما في التفسير التطبيقي ص 1443 فقيلت لِـ "كُوْرُش"] في بشارات العهد القديم -بل وَرَدَ في بعض ترجمات العهد الجديد- فلماذا يُفَسَّر بعيسى بدل محمد r قبل التدقيق؟! خاصة إذا تذكرنا أن "الكتاب المقدس" الموجود بين أيدينا مترجم أكثر من مرة حتى وصلَنا باللغة العربية مما يَتأثَّر بفهم المترجِم، واختلاف أساليب اللغات كالكِناية والمجازات. فكيف إذا صرح "الكتاب المقدس" نفسه بانتفاء المشابهة بين موسى ومَن بَعدَه مِن أنبياء بني إسرائيل : (ولم يَظهر بعدُ نبيٌّ في بني إسرائيل مثل موسى) التثنية:34/10 (ط/ التفسير التطبيقي).

هل تَعرف بشارة النبي موسى بنبوة عيسى ومحمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام؟

ففي سِفر التثنية: 33/2-3 بيانُ البركة التي بارك بها موسى بني إسرائيل قبل موته:

(And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.) (KJV) من نسخة المَلِك جِيْمس

وترجمته: (فقال: 1.جاء الرب من سيناء، 2.وأشرق لهم من سَاعِير، 3.وتلألأ من جبل فاران وجاءمع عشرة آلاف من القديسين وعن يمينهم نار شريعة لهم) سِفر التثنية: 33/2. ومجيء الرب: بمعنى مجيء رسوله ودينه؛ 1.فمن سيناء "موسى" 2.ومن ساعير "عيسى" فساعير جبال في القدس 3.ومن فاران "محمد" ففاران اسم لِمكة مستخدم في العهد القديم؛ فٍإسماعيل (سكن في صحراء فاران) سِفر التكوين: 21/20، وفيه أيضاً بشارة بحادثة فَتْح مكة سنة 8هـ على يد محمد بجيش من عشرة آلاف من القديسين الصحابة لإقامة الحكم بالشريعة الإسلامية وعن يمينهم نار شريعة لهم! ولا يعرَف في تاريخ فاران حادثة مثلها. خلافاً لِما جاء في ترجمة سْميث وفاندَيك: (... وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهموهذه ترجمة خاطئة، ولعل تحريف هذه البشارة في أكثر من ترجمة رغم وضوحها بالإنكليزية يدل على كونه مقصوداً؛ ففي ط/ التفسير التطبيقي: (جاء مُحاطاً بعشرات الألوف من الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم)!!

وأخيراً أيها القارئ: يبقى الأمر إليك بعد هذا العَرْض؛ فما موقفك من مثل هذه النصوص؟ وبما تُجِيب الله عز وجل إذا سألك يوم الدينونة عن بشارة عيسى عليه السلام؟ وفي إنجيل يوحنا: 14/15-17: (إذا كنتُم تُحبونني: حفِظْتُم وصاياي. وأنا سأَسأل الآب فيَهَبَ لكم مؤيِّداً [أو مُعِيناً، مُعَزِّياً] آخر يكون معكم للأبد)! إن الآخَر الذي بعثه الله ليُعين عيسى هو محمد، وشريعته معنا للأبد، فإن كنتَ تُحبُّ المسيحَ فاتّبِع وصاياه!

المنتدى ـ بيروت ـ الحمراء ـ مقابل AUB ـ قرب مستشفى خالدي ـ بناية نازريان ـ تلفاكس: 751993/01 forum@islam-forum.net

(ليست للطباعة) www.islam-forum.net

ملاحظة: النصوص المقتبسة من العهدين القديم والجديد في هذا المقال مأخوذة من نسخة "الكتاب المقدس" باللغة العربية الصادرة عن جمعيات الكتاب المقدس المتحدة لعام 1966م المترجمة عن نسخة "المَلِك جِيْمس" الإنكليزية. أما الإضافات التوضيحية فقد مُيِّزت بهذه الأقواس [ ]. وما كان من غير هذه النسخة أشرنا إليه مثل: نسخة دار المشرق-بيروت، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق-بيروت ط 5/1999م (ومنها نصوص من الفقرتين 2و12 في الجدول الأول)، وط/ التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، شارك في إعداده 37 دكتوراً وأستاذاً للاّهوت. والبشارات بالنبي محمد rفي التوراة والإنجيل سِوى ما سبق كثيرة جَمع 99 منها الدكتور صلاح الراشد في كتابه "البشارات العجاب في صحف أهل الكتاب" ،ط/ دار ابن حزم.


جميع الحقوق محفوظة لموقع المنتدى للتعريف بالإسلام © 1445هـ, 2024م
تطوير egv