أَتُحِبُّهُ لأُمِّك؟!!
بسم الله الرحمٰن الرحيم
اللهم صلّ على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
أَتُحِبُّهُ لأُمِّك؟!!
"العَفَاف":تلك القيمة الأخلاقية الرفيعةترتبط بالإيمان والإسلام ارتباطاً وثيقاً، حتى يكاد
لا يُتصور الإيمان دون العفاف، لذا كان الابتعاد عن جريمة الزنا أحد أركان البيعة التي أخذها الرسول القائد صلّى الله عليه وسلّم من الذين اختاروا الإسلام ديناً يوم فتح مكة، قال الله تعالى:)
يا أيّها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايِعْنَك على أنْ لا يُشْركْنَ بالله شيئاً ولا يسرقْنَ ولايَزْنِيْنَ ولا يقتلْنَ أولادهن ولا يأتين ببهتان يفتَرِينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصيْنَك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم
([الممتحنة:١٢]. فتعجبت هند بنت عتبة بفطرتها من هذا فقالت: وهل تزني الحُرّة؟!
ورغم أولويّة هذا الخُلق (العفاف من الزنا) كما رأينا نجد أن المجتمع الإسلامي يخضع لمؤامرة تهدف إلى تخفيف خطورة هذا الذنب في نفوس المسلمين، بتسميته بـ"ممارسة جنسية"، "حرية شخصية"، "زواج تجريـبي"، "مساكنة". . . وغير ذلك، في حين نفّر القرآن منه حتى في التسمية:
)
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةوساء سبيلاً
(
[الإسراء:٣٢] فالآية تنهى عن الاقتراب من الزنى فضلا ً عن الوقوع فيه! وقد حذّر الله تعالى في الآية السابقة من خطر تلك الفاحشة وسوء عاقبتها.
ومنأضرار الزنى :
1- التعرّض لغضب الله عز وجل وعذابه في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في صفات
عِباد الرحمن: )
...ولا يَزْنون ومَن يفعلْ ذلك يَلْقَ أثاماً
^يضاعَفْ له العذاب يوم القيامة ويخلدْ فيه
ِ مهانا ً^ إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ً فأولئك يبدّل اللهُ سيئاتهم حسنات...
(
[الفرقان:٦٨-٧٠]
2-التدنّي من شرف الإنسانية والمبالغة في مراعاة الجانب الحيواني في النفس البشريّة.
3-الانحطاط بالعلاقة بين الجنسين من الوفاء والتعاون النبيل إلى مجرد المصلحة الشهوانية المحرّمة.
4-استغلال أنوثة المرأة وجمالها وشبابها وإهمالها عند كبر سنها.
5-
أخّر سن الزواج تدريجيًّا حتى يصير نادراً فتتفسخ الأسرة وينهدم المجتمع.
6-تزايد جريمة الاغتصاب ٨٥٠٠٠ امرأة تتعرض للاغتصاب يوميًّا في أمريكا (=٣٠٦٠٠٠٠٠سنوياً!)1كما في تقرير عام ٢٠١٠م الذي أعده "مركز الضحايا الوطني " في أمريكا) ، وتزايد الاعتداء على الأطفال والشذوذ المثلي.
7-انتشار اللقطاء، واختلاط الأنساب، واختلال الثقة في الأسر.
8-تفشي الأمراض الجنسيّة، ومنها السِّيدا عق
اباً من الله؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لم تظهر
الفاحشة في قومحتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مَضَوا... " [رواه ابن ماجهْ برقم ٤٠١٩].
ولكن ما هي الخطوات العمليّة للبعد عن فاحشة الزنى:
1- تَذكَّربشاعة
الفاحشة وأضرارها.
2-استعن بالله ؛ قال صلّى الله عليه وسلّم:"ومن يَستَعْفِف يُعِفَّه الله".
3-تزوَّج إن استطعت واسْعَ لذلك إن لم تستطع ؛ قال صلّى الله عليه وسلّم
:"يا معشرَ الشباب مناستطاع منكم الباءة
فليتزوج". [متطلّات
الزواج]
4-أكْثِر من الصيام؛ قال صلّى الله عليه وسلّم: "ومن لم يستِطعْ [أي الزواج] فعليه بالصوم"
.
5-املأ أوقات الفراغ بالنشاطات المفيدة (اقتصاديًّا ورياضيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا...)
6-ابتعد عن أسباب الإثارة (النظر إلى الحرام،الاختلاط بلا حاجة وضوابط...)
7-عامل النّاس بما تحبُّ أن تعامَل، فالزنى دَيْن!.
واقرأ هذه المعجزة التربوية للمعلم الحكيممحمد صلّى الله عليه وسلّمحين أتاه شابفقال له:
يا نبي الله! أتأذن لي في الزنى؟ فصاح الناس به. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:" قَرِّبوه، ادْنُ".فدنا حتى جلس بين يديه. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:"أَتُحِبُّه لأمك؟" فقال : لا، وجعلني الله فداك!قال "كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم. أتحبه لاِبْنَتِك؟!...
أتحبه لأختك؟!... فوضع رسول صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره وقال: "اللهم طهِّر قلبه، واغفر ذَنْبه،وحَصِّن فَرْجه" فلم يكن شيء أبعد وأكره إليه من الزنى[رواه أحمد].
المصادر:
1-
http://en.wikipedia.org/wiki/Rape_statistics