EN | AR
تابعنا
التقويم
القائمة البريدية
انضموا إلى مجموعتنا البريدية لتحصلوا على آخر أخبارنا

"المنتدى للتعريف بالإسلام" : مهمَّة ثُلاثيَّة

"المنتدى للتعريف بالإسلام" : مهمَّة ثُلاثيَّة

لم يكن في ظنِّ رايان أن اختياره لفتاة يقترن بها سيكون سبيلًا لدخوله الجنّة !

هو شابٌّ وسيم الطَّلعة، عالي الثَّقافة، تقدَّم خاطبًا فلم تجد الفتاةُ سببًا لرفضه، إلَّا أن أهلها تبيَّن لهم أن لدى الشابِّ نزعة للإلحاد!

نعم، قد صرَّح لهم بذلك، فما كان منهم إلا أن رفضوا خِطبته لابنتهم، كيف لا، وهم يَدِينُون بدين الإسلام؟!

حاولت العائلة قُصارى جُهدها لثَنْيه عن نزعته تلك، فما كان منه إلا أن أصرَّ عليها، معتبرًا أن هؤلاء قد ألزموا أنفسهم بمعتقدات توارثوها، هي - في زعمه - لا تعدو كونها أوهامًا تعلَّقوا بها. ناقشهم رايان مرَّات تلو مرَّات محاولًا إقناعهم بأن المنطق يؤيِّد ما هو عليه، وأن العلم يصدِّق إلحاده! هنا - والحال هذه - لم يعد أمر الخِطبة أمرًا ممكنًا ألبتّه. لكن، و لكون رايانمثقَّفًا مُتقِنًا لأصول المحاورة وسبلِ الإقناع تأثَّر بدعواه أحدُ أقارب الفتاة؛ حتى بات يخشى على دينه، ويتردَّد في قناعاته!

إنَّه المنتدى للتعريف بالإسلام، لماذا لا ألتجئ إليه، فكرةٌ راودت قريبَ الفتاة، و كان قد بلغ مسامعَه بعضُ جهود القائمين عليه. لم يتردَّد في التواصل معهم، فأسعفوه بجلسات طارئة متكرِّرة نجحوا فيها بإعادة تثبيته على دينه، و نزع الشُّبهات الواردة على قلبه.

بعدها عرض مديرُ المنتدى عليه دعوةَ رايان لزيارةٍ تتمُّ فيها مناقشته في كلِّ ما يبدو له من أفكار.

استجاب رايان، و أعدَّ المنتدىعُدَّته، واستنفر طاقاتِه المتوافرة؛ مُحاور متخصِّص، مواد دعويَّة مُترجَمة مطبوعة، ووسائل مرئية و مسموعة.

حضر رايان متطلِّبًا إشباعَ فكره وراحة نفسه، كان ذلك بحضور بعض أقارب خطيبته، بادر رايانبطرح كمٍّ من أسئلة دقيقة: علميَّة، منطقيَّة، دينيَّة، ولم يكن سهلًا على محاوره إقناعه؛ تكرَّرت بعدها اللقاءات، وفي ختام ثالثِها استقرَّ في نفس رايان أنّ الإسلام هو دين الحقّ، وأنّ التوحيد هو الخيار الحتميُّ لمن أراد التديُّن، عندها عزم على الإقرار به، فلم يجد سبيلّا إلى ذلك إلّا الإسلام.

نعم، حصل ذلك في زمنٍ قياسي لم يكن متوقَّعًا، بعد جلسات ثلاث فقط أعلَمَ رايانالحضورَ بعزمه على اعتناق الإسلام، فكادت الأرض لا تسع خطيبته ولا أهلها.

لقَّنه محاوره الشهادتين فنطق بهما مطمئنًّا بذلك قلبُه، قام الجميع يعانقونه مهنِّئين، وهم يحبسون دمعًا أبىٰ إلّا أن يسيل، تغمرهم فرحة لا يعدِلُها ما في الأرض جميعًا.

لم يشأ أهل الفتاة التوانيَ في عقد القِران، إنّه شابٌّ لطيف الأخلاق توَّج خُلقه بالصلاح، فأُقيم حفل الزواج المبارك، وكان لإخوته في المنتدى مشاركة فيه، بل أقاموا له حفل استقبال وتهنئة للعروسين، حضره نخبة من أهل الفكر، ورجالُ أعمال، وأطباءُ و مهندسون، بادر فيه رايان متحدِّثًا عن رحلته القصيرة تلك من الإلحاد إلى الإسلام، وأعلمهم بأنّه لن يَدَعَ -بعد الآن- فرصة إلّا وينتهزها للاستزادة من العلم بالإسلام.

من بنسلفانيا -أميركا- يتواصل رايان مع إخوانه في المنتدى، وهم يتابعونه دومًا، ويزوِّدونه بما يعينه على الثبات، ولسان حالهم يقول: بوركت يا رايان ؛ تباعدت الأجساد، وتعارفت الأرواح.

نعم، لقد استطاع المنتدى - بفضل الله تعالى - تنفيذَ مهمَّةٍ ثُلاثيَّة: تثبيت العائلة على دينها، وهداية رايان ، وتحقيق الزواج الميمون.


جميع الحقوق محفوظة لموقع المنتدى للتعريف بالإسلام © 1445هـ, 2024م
تطوير egv